الكـــــ يعمل ـــــــــــل
المنظر الأول :
ثلاث نملات تمشي صفًا واحدًا ، وأثناء المشي تنحني لتلتقط بقايا أطعمة وأوراق أشجار من على الأرض وتغني جميعها :
الأرض حلوة تهتز نشوة
تدعو بقوة هيا لنعمل
هيا لنعمل هيا لنعمل هيا لنعمل
يدخل من جانب المسرح ثلاثة حيوانات ( أسد – فيل – نمر ) تتفرج على النملات ، وتنظر لبعضها ، ثم تضحك عاليًا وتشير إلى النملات باستهزاء وسخرية .
الفيــــــــل: انظر أيها الأسد العظيم ، انظر يا ملك الغابة . . إنها نملات صغيرة جدًا ، تعمل وتحمل بقايا
الطعام ( ثم يكمل ضحكه بينما يلقي بقايا ما في يده من طعام على الأرض ) .
الطعام ( ثم يكمل ضحكه بينما يلقي بقايا ما في يده من طعام على الأرض ) .
النمــــــــر: نعم ، ها ها . . إنها تحمل هذه الفضلات وتظن أنها تحمل شيئًا ثقيلاً . . يا لتفاهة هذه النملات
الأســــــد : ( يزأر بقوة ) إنها فضيحة كبيرة أن أكون ملكًا على غابة فيها مثل هذه الحشرات الصغيرة
الضعيفة الحقيرة التي لا فائدة منها .
الضعيفة الحقيرة التي لا فائدة منها .
( تقف النملات ، وتتوقف عن العمل ، وتنظر نحو الحيوانات الثلاثة )
نملة (1) : أسمعتما ما تقوله هذه الحيوانات الضخمة ؟
نملة (2) : نعم ، إنها مغرورة بقوتها ، وتظن أنها أكثر أهمية منا .
نملة (3) : تظن أنها أفضل منا لأنها أكبر حجمًا وأكثر قوة .
الفيــــــــل: ( يتجه نحو النملات بغضب ) ماذا ؟! أتظنون أنكم أفضل منا ، أو حتى مثلنا ؟!
( ثم يخبط كفيه )يا للعجب ،النملة تظن نفسها كالأسد أو كالفيل ، أو كأي حيوان في الغابة .
نملة (1) : لسنا نقول أننا أفضل من أحد ، ولا أقل من أحد .
نملة (2) : بل نحن نعمل فقط ، ولا نتكاسل ، ولا نتدخل في عمل أحد .
نملة (3) : ولا نسخر من أحد ، ولا نريد سوى أن تتركونا في حالنا لنكمل عملنا .
النمــــــــر: أتجرءون على الكلام ورفع الصوت في وجود الأسد العظيم ملك الغابة ، وفي وجودنا نحن
الحيوانات القوية ، يا لك من حشرات عديمة الأدب .
نملة (1) : لسنا حشرات عديمة الأدب .
نملة (2) : بل نعرف الأدب جيدًا ، ولسنا كالكسالى .
نملة (3) : الذين لا يعملون شيئًا ، بل يسخرون ممن يؤدون عملهم .
الأســــــد: ( يزأر بقوة ، ثم يقول بغضب ) يا لها من إهانة . . حتى النمل يتكلم مع الحيوانات الكبيرة
القوية سادة الغابة ، لا بد من عقاب هذا النمل ، سأطرد كل النمل من الغابة ، انصرفي من
أمامي الآن أيتها النملات .
- تخرج النملات من جانب المسرح وهي ما تزال تغني نفس الغناء ، وتلتقط بقايا الطعام التي رماها الفيل ، ولا تهتم بكلام الأسد .
بعد خروج النملات ، يلتفت الفيل نحو الأسد والنمر ويقول :
الفيــــــــل: لا تغضب أيها الأسد العظيم ، ولا تتضايق ، ولا تجعل هذه النملات تثير أعصابك .
النمــــــــر: نعم نعم ، هيا بنا ثانية نأكل ونشرب ونتمتع بما في الغابة من طعام وشراب .
الأســــــد : نعم . . نعم . . هيا بنا . . وانسوا هذه النملات .
ثم يخرج الجميع .
ÛÛ☺☺☺☺☺ÛÛ
المنظر الثاني :
في مساكن النمل تجلس الملكة وأمامها النملات الثلاث .
نملة (1) : هذا ما حدث تمامًا يا مولاتي الملكة .
نملة (2) : لم نتعرض لهم ، ولكنهم سخروا منا .
نملة (3) : نعم ، وقالوا أننا بلا فائدة ، ولا قيمة لنا .
- الملكة تقف وتدور حول النملات وهي تفكر ، ويظهر عليها الضيق والحزن وتقول :
الملكـــــة : هذه الحيوانات أخطأت أشد الخطأ ، فهي لم تدرك قيمة بقية الحيوانات ، واغترت بقوتها ،
وظنت أنها أفضل لأنها أكبر حجمًا ، ويجب أن نلقنها درسًا لتعرف قيمتنا .
وظنت أنها أفضل لأنها أكبر حجمًا ، ويجب أن نلقنها درسًا لتعرف قيمتنا .
نملة (1) : نعم ، يمكننا أن نتجمع جميعًا ، ونقرصها .
نملة (2) : ونسبب لها آلامًا شديدة وجروحًا كثيرة .
نملة (3) : ولا نسكت حتى تعتذر لنا وتندم على خطئها في حقنا .
الملكـــــة : لا . . لا . . لسنا نحن من يلجأ للعنف والقوة ، بل سنعرفهم قيمتنا بصورة أخرى ،
وسيندمون أشد الندم بعد أن يعرفوا أنهم أخطئوا في حقنا .
وسيندمون أشد الندم بعد أن يعرفوا أنهم أخطئوا في حقنا .
نملة (1) : وكيف ذلك ؟
نملة (2) : نعم كيف ؟
نملة (3) : كيف ؟
الملكـــــة : سنمتنع عن العمل ، لن نعمل ، ولن نجمع بقايا الطعام ، وسنكتفي بما عندنا من الطعام
المخزون .
المخزون .
نملة (1) : لن نعمل ؟! لا . . لا . . نريد أن نعمل .
نملة (2) : نحن لا نستطيع البقاء بغير عمل ، لن نتحمل .
نملة (3) : إننا نحب العمل حبًا شديدًا ، ونحب أن نعمل .
الملكـــــة : هذا لأسبوع واحد فقط ، وبعدها ستجدون جميع الحيوانات وقد جاءت لتعتذر لنا ولكم .
نملة (1) : أمرك مولاتي .
نملة (2) : سنكف عن العمل .
نملة (3) : ولكن . . لأسبوع واحد فقط .
الملكـــــة : قريبًا سيعرفون قيمتنا ، وسيتعلمون الدرس إن شاء الله .
ÛÛ☺☺☺☺☺ÛÛ
المنظر الثالث :
الأسد جالس على الأرض ، يظهر عليه الإعياء ، بينما يجلس بجانبه النمر ، وهو يطببه .
النمــــــر : سلامتك يا مولاي الأسد ، شفاك الله وعافاك .
الأســــــد : آه . . آه ، أنا مريض بشدة ، لا بد أن ذلك بسبب الطعام الفاسد الذي أكلته بالأمس .
النمــــــر : لا بد أن ذلك هو السبب ، فأنا أيضًا مريض ، ولا أقدر على الحركة .
( الفيل يدخل من الجانب ويبدو عليه التعب والإعياء ، ويترنح في مشيته ، يتجه ناحية النمر والأسد )
الفيــــــل : سيدي الملك . . أنقذ الغابة .
الأســــــد : ( بتعب ) اجلس أيها الفيل ، ولا تكثر الكلام ، فإن كل شيء واضح ، وقد أرسلت القرد ليجري
في الغابة كلها ويأتي بالأخبار . فاجلس وانتظر .
- يجلس الفيل بجانبهما ، ويتأوهون جميعًا ، ويرفع النمر رأسه فيتشمم الهواء ، ويظهر عليه الاشمئزاز ويقول :
النمــــــر : يا لها من رائحة سيئة ملأت الغابة ، لم نعد نستطيع أن نتنفس بعض الهواء النقي .
( يدخل القرد من الجانب ، ويقفز قليلاً ، ثم يتجه نحو الأسد بالحديث )
القـــــرد : السلام عليك يا ملك الغابة .
الأســـــد : وعليك السلام . . ماذا رأيت أيها القرد ؟
القــــــرد : ( بحركة مسرحية ) الغابة في خطر داهم ، والحيوانات إلى فناء ، والأشجار ...
الأســـــد : ( يقاطعه بشدة ) تكلم سريعًا ولا تطل ، فالأمر خطير ولا يحتمل .
القــــــرد : الفضلات والقمامة في كل مكان بالغابة ، الحيوانات كلها مصابة بالأمراض ، رائحة العفونة
تملأ الجو ، الطيور كفت عن الغناء ، والأنهار أصبحت غير صالحة للشرب .
باختصار . . . الغابة ستنتهي قريبًا .
تملأ الجو ، الطيور كفت عن الغناء ، والأنهار أصبحت غير صالحة للشرب .
باختصار . . . الغابة ستنتهي قريبًا .
الأســـــد : وما سبب ذلك أيها القرد ؟
القـــــرد : لا أدري يا سيدي ، ولكني لاحظت في الأسبوع الأخير أن النمل لم يعد يجمع فضلات الطعام
المتبقية من الحيوانات ، ولا أوراق الأشجار المتساقطة .
المتبقية من الحيوانات ، ولا أوراق الأشجار المتساقطة .
النمــــــر : وماذا في ذلك أيها القرد ؟ !
القــــــرد : لقد تجمعت هذه البقايا والفضلات وتعفنت ، وسببت الرائحة الكريهة ، مما أدى لانتشار
الأمراض بين الحيوانات .
( الأســد يقوم ويمشي قليلاً ، ويظهر عليه التفكير العميق ، ثم يلتفت إلى النمر والفيل )
الأســـــد : أتظنان أن هذا بسبب ما قلناه ؟
الفيــــــل : ربما . . فقد أهنا النمل كثيرًا ، وسخرنا منه .
النمــــــر : لا بد أن النمل أراد أن ينتقم منا .
الأســــــد : نعم ، الآن عرفنا قيمة النمل ، هيا لنعتذر له ، ونرجوه أن يسامحنا .
الفيـــــــل : ماذا ؟ ! أنا أعتذر للنمل !!!
النمــــــر : وأنا أعتذر لتلك الحشرات الحقيرة !!
الأســــــد : نعم . . كلنا سنعتذر لأننا أخطأنا في حقه .
النمر والفيل معًا : أمرك مولاي ، سنعتذر .
ينهضون جميعًا ويخرجون من المسرح .
ÛÛ☺☺☺☺☺ÛÛ
المنظر الرابع :
( الملكة جالسة على كرسيها ، وتدخل النملات الثلاث مسرعات )
نملة (1) : مولاتي الملكة . . مولاتي الملكة .
نملة (2) : الأسد قادم إلى هنا .
نملة (3) : ومعه النمر والفيل . . ماذا سيحدث يا ترى ؟
الملكـــــة : اهدءوا ، وقفوا حولي ، ولا تخافوا . ( ثم تقف)
( يدخل الأسد وبعده الفيل ثم النمر ثم القرد )
الملكـــــة : أهلاً ومرحبًا بالأسد العظيم ملك الغابة . . لو ناديتني لجئت إليك .
الأســــــد : بل نحن الذين نأتي إليك ؛ لنقدم لك اعتذارنا أنت وكل النملات النشيطات التي تعمل معك .
الفيـــــــل : نحن آسفون أيتها الملكة ، لقد أخطأنا في حقك .
النمــــــــر: نعم ، لقد عرفنا أن كل كائن مهما صغر حجمه له فائدة كبيرة .
القــــــرد : وأن الكائن تعلو قيمته بقدر عمله وإتقانه له .
الأســــــد : وبقدر نفعه للناس ، لا بقدر حجمه وقوته .
الملكـــــة : ونحن آسفون لما حدث في الغابة ، وسنضاعف العمل لنعيدها نظيفة كما كانت .
الجميــــع : شكرًا لك أيها النمل المهم .
الملكـــــة : ( تلتفت نحو النمل وتقول بحماس ) هيا أيتها النملات ، فلنعد إلى العمل بنشاط ؛ لنعيد
الجمال إلى الغابة .
الجمال إلى الغابة .
النملات تظهر عليها الفرحة ، وتعود للعمل وهي تغني :
الأرض حلوة تهتز نشوة
تدعو بقوة هيا لنعمل
هيا لنعمل هيا لنعمل هيا لنعمل
ÛÛ☺☺☺☺☺ÛÛ
ÛÛ☺☺☺☺☺ÛÛ